الشخصية العفوية.. قليلُ تواجدها في المجتمع..كثير من الناس تحبذها..والبعض احيانا يحذرها.
لو وضعناها على الميزان لتقييمها وتشخيصها وتحديد ابعادها فبأي كفة ستميل العفوية ؟؟!
تختلف الاراء حول تلك الشخصيه والتي تتسم بالطيبه الزائده, والفطره السليمه وصفاء النيه ,,الا اننا نعيش في زمن يحتم علينا النهوض من سباتها احيانا..لكي نواجه الحياه وظروفها المتكالبه باكثر حكمه ودرايه ..
ربما البعض يطلق على العفويه بانها شخصيه ساذجه مليئة بالغباء , وقلة الوعي والانهزاميه في المواقف , والهمجيه في التعامل , والتسرع في اطلاق الاحكام و الكلام.
وهناك من يجد هذه الشخصيه رمز من رموز التواضع والبساطه والطيبه والمرونه وعدم التكلف والرسميه في امور الحياه التي تكتظ بالعنفوان والخداع والكذب ..
بين تلك الكفه وتلك يبقى السؤال حائراً :
هل الشخصية العفوية شخصية ساذجة؟؟ أم انها بعيدة كل البعد عن تلك المفاهيم التي اختلطت في زماننا هذا؟؟
يعتبر بعض الناس أن أجمل وأحب الناس من يتصرف بعفوية والدليل حبنا للأطفال لأنهم عفويين وويتصرفون وفقا لبرائتهم .
حتى في الإلقاء , الشخص العفوي هو الشخص الافضل في الإستماع له مثل الشيخ الطنطاوي وعمرو خالد وغيرهم كثير …
الشخص العفوي قد لا يكسب المواقف كثيراً لكنه دائماً يكسب الأشخاص , فهي شخصية قادره على التعامل مع الاشخاص في هذا الزمن لكن بشرط أن لا ينجرف وراء العواطف والانفعالات.
الشخصيه العفوية هي الافضل على الاطلاق لما تقوله من صدق وتبعد عن الخبث اللؤم في التعامل..
فشتان مابين العفوية والسذاجة الأولى أساسها الصدق والثانية أساسها الغباء, والصادق يستخدم عقله وضميره أما الساذج فيكون مهب الريح ينطق بما يليق ويما لا يليق ويفسر الامور بشكل سطحي.”
للأسف نحن نعيش في مجتمع يتبع الأغلبية ولو كانت خاطئة في التفسير, وما نراه الأن هو أن العفوي الذي ينطق بالصدق يعد ساذجا من الطراز الاول وغبيا لأنه لا يستطيع اللعب كما يلعبون في حياتهم, لكن طبعا لا يجوز الافراط في الطيبة ولا في العفوية فخير الأمور أوسطها .
الشخصيه العفوية تحتاج الي مزيد من الصقل و النضج الاجتماعي.. فالعفوية مطلوبه احيانا لانها تكسر القالب الروتيني..و الانسان يجب ان يتعلم كيف يطلق عفويته في الوقت المناسب و مع الشخص المناسب ليبقى في المكان الصحيح
من منظور اخر فان مجموعة من الاراء انتقدت تلك الشخصيه باعتبارها تتكلم دون تفكير مما يخلق بعض الحزازيات والختوش في العلاقات الاجتماعيه لما تولده من احراجات بين الطرفين..
يُعرّف علم النفس التصرّف العفوي :
على أنه تصرّف نقوم به دون سابق تفكير، فيتفرّع حضور العفوية في ثلاثة أماكن من حياتنا: طريقة التصرّف، أسلوب الكلام، و اتخاذ القرارات.
إن الإنسان العفويّ بسلوكه يتصرّف على طبيعته، فلا يبدو متصنعاً و لا يسعى للظهور بما ليس هو عليه. أسلوب الكلام العفوي ينمّ عن قول الأمور دون التحسّب من وقعها على الآخرين، أو دون التفكير بها، فتجد لسان الإنسان العفوي ينطق بما في قلبه و قد يتسبب له ببعض المتاعب أحياناً. أما عفويّة اتخاذ القرار فهي بأن يبتّ الشخص في أمر ما دون أن يفكر،فتكون خياراته وليدة اللحظة بعيداً عن أية حسابات.
ترتبط العفوية ارتباطاً وطيداً بالصدق فيما يخصّ السلوك و الكلام، فتكون تصرفات و تصريحات الإنسان العفوي صادقة لا تعترف بالأقنعة و الأكاذيب، إلا أنها قد تصطدم بأعراف المجتمع، فالناس الذين يفقهون بأهمية الصدق هم ذاتهم الذين لا يتقبلون الصراحة و النقد و يحثّون غيرهم على النفاق و الكذب، فيعيش الإنسان العفوي صراعاً بين “الخير و الشرّ” قد يؤدي إلى السيطرة نسبياً على عفويته رغم أنه لا يفقدها.
التقت ( عين نيوز) المستشار النفسي الدكتور خليل ابو زنّاد الذي أفاد بتعريف العفوية بأنها صفه يتصف بها البعض من الناس تجده يتحدث بكل اريحيه وبدون اي تكلف او تصنع, ويعرف العفوي باندفاعه في الاجابة والكلام وسرعه بديهته وفضوليته وتردده احيانا.
ترتبط هذه الشخصية بالصدق والشفافية والبساطة والوضوح وطيبة القلب والبعد عن التعقيد والخبث في التفكير.. وأغلب الشخصيات العفوية تعتبر جذابه جدا لما تتمتع به من خفة ظل وروح مرحة.
لكن بالمقابل كسب الاخرين يكون على حساب هذه الشخصية.. فالعفوية المفرطة تضع الانسان في العديد من المشاكل والمتاعب التي هو بغنا عنها, لذلك نحن نبحث ونفضل العفوية المسؤولة المتزنة التي تتمع بايجابيات العفوية مع ضروره الاتزان والركازه والوعي الكامل لكل ما يقال وكل ما يصدر من افعال. فالاعتدال العفوي مطلب لضبط أخلاق الناس العامة, وإجرائها على سنن الفطرة الأخلاقية
الأربعاء مايو 20, 2015 10:08 pm
