منتدى متوسطات عين مخلوف
زائرنا الكريم.
مرحبا بك في منتدى متوسطات عين مخلوف.
نأمل أن تستفيد ، وتفيد زوار المنتدى بما تسير لك من مساهمات
فبادر بالتسجيل
وشكرا
منتدى متوسطات عين مخلوف
زائرنا الكريم.
مرحبا بك في منتدى متوسطات عين مخلوف.
نأمل أن تستفيد ، وتفيد زوار المنتدى بما تسير لك من مساهمات
فبادر بالتسجيل
وشكرا
منتدى متوسطات عين مخلوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى متوسطات عين مخلوف

منتدى التعليم المتوسط
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رواية ستاخذك لعالم اخر و ستستحوذ على تفكيرك كله..../الحلقة الثالثة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
jalilo184

jalilo184


عدد المساهمات : 94
تاريخ التسجيل : 13/09/2009
العمر : 28
الموقع : http://grandtimes.ahlamuntada.com

رواية ستاخذك لعالم اخر و ستستحوذ على تفكيرك كله..../الحلقة الثالثة Empty
مُساهمةموضوع: رواية ستاخذك لعالم اخر و ستستحوذ على تفكيرك كله..../الحلقة الثالثة   رواية ستاخذك لعالم اخر و ستستحوذ على تفكيرك كله..../الحلقة الثالثة I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 29, 2009 7:38 pm

اليكم التتمة استمتعوووووو



اشياء ثلاثة

تشغل تفكيري و تقلقني كثيرا في الوقت الراهن


دراستي و امتحاناتي ، رغد الصغيرة ، و الأوضاع السياسية المتدهورة في بلدتنا و التي تنذر بحرب موشكة !


إنه يوم الأربعاء ، لم أذهب للمدرسة لأن والدتي كانت متوعكة قليلا في الصباح و آثرت البقاء إلى جانبها .



إنها بحالة جيدة الآن فلا تقلقوا

كنت أجلس على الكرسي الخشبي خلف مكتبي الصغير ، و مجموعة من كتبي و دفاتري مفتوحة و مبعثرة فوق المكتب .


لقد قضيت ساعات طويلة و أنا أدرس هذا اليوم ، ألا أن الأمور الثلاثة لم تبرح رأسي


الدراسة ، أمر بيدي و أستطيع السيطرة عليه ، فها أنا أدرس بجد

أوضاع البلد السياسية هي أمر ليس بيدي و لا يمكنني أنا فعل أي شيء حياله !

أما رغد الصغيرة ...

فهي بين يدي ... و لا أملك السيطرة على أموري معها !


و آه من رغد !



يبدو أن التفكير العميق في ( بعض الأشياء ) يجعلها تقفز من رأسك و تظهر أمام عينيك !


هذا ما حصل عندما طرق الباب ثم فتح بسرعة قبل أن أعطى الفرصة المفروضة للرد على الطارق و السماح له بالدخول من عدمه !


" وليـــد وليـــــــــد و ليـــــــــــــــــــــــــد ! "


قفزت رغد فجأة كالطائر من مدخل الغرفة إلى أمام مكتبي مباشرة و هي تناديني و تتحدث بسرعة فيما تمد بيدها التي تحمل أحد كتبها الدراسية نحوي !



" وليد علّمتنا المعلمة كيف نصنع صندوق الأماني هيا ساعدني لأصنع واحدا كبيرا يكفي لكل أمنياتي بسرعة ! "


إنني لم أستوعب شيئا فقد كانت هذه الفتاة في رأسي قبل ثوان و كانت تلعب مع سامر على ما أذكر !

نظرت إليها و ابتسمت و أنا في عجب من أمرها !


" رويدك صغيرتي ! مهلا مهلا ! متى عدت من المدرسة ؟ "


أجابتني على عجل و هي تمد يدها و تمسك بيدي تريد مني النهوض :

" عدت الآن ، أنظر وليد الطريقة في هذه الصفحة هيا اصنع لي صندوقا كبيرا ! "



تناولت الكتاب من يدها و ألقيت نظرة !

إنه درس يعلم الأطفال كيفية صنع مجسم أسطواني الشكل من الورق !

و صغيرتي هذه جاءتني مندفعة كالصاروخ تريد مني صنع واحد !


تأملتها و ابتسمت ! و بما إنني أعرفها جيدا فأنا متأكد من أنها سوف لن تهدأ حتى أنفذ أوامرها !


قلت :

" حسنا سيدتي الصغيرة ! سأبحث بين أشيائي عن ورق قوي يصلح لهذا ! "



بعد نصف ساعة ، كان أمامنا أسطوانة جميلة مزينة بالطوابع الملصقة ، ذات فتحة علوية تسمح للنقود المعدنية ، و النقود الورقية ، و الأماني الورقية كذلك بالدخول !


رغد طارت فرحا بهذا الإنجاز العظيم ! و أخذت العلبة الأسطوانية و جرت مسرعة نحو الباب !


" إلى أين ؟؟ "


سألتها ، فأجابتني دون أن تتوقف أو تلتفت إلي :


" سأريها سامر ! "


و انصرفت ...




اللحظات السعيدة التي قضيتها قبل قليل مع الطفلة و نحن نصنع العلبة ، و نلصق الطوابع ، و نضحك بمرح قد انتهت ...



أي نوع من الجنون هذا الذي يجعلني أعتقد و أتصرف على أساس أن هذه الطفلة هي شيء يخصني ؟؟



كم أنا سخيف !


انتظرت عودتها ، لكنها لم تعد ...

لابد أنها لهت مع سامر و نسيتني !

نسيت حتى أن تقول لي ( شكرا ) ! أو أن تغلق الباب !

غير مهم ! سأطرد هذا التفكير المزعج عن مخيلتي و أتفرغ لكتبي ... أو حتى ... لقضايا البلد السياسة فهذا أكثر جدوى !


بعد ساعة ، عادت رغد ...


كان الصندوق لا يزال في يدها ، و في يدها الأخرى قلما .



اقتربت مني و قالت :


" وليد ... أكتب كلمة ( صندوق الأماني ) على الصندوق ! "


تناولت الصندوق و القلم و كتبت الكلمة ، و أعدتهما إليها دون أي تعليق أو حتى ابتسامة


هل انتهينا ؟


صرفت نظري عنها إلى الكتاب الماثل أمامي فوق المكتب ، منتظرا أن تنصرف


يجب أن تنتبه إلى أنها لم تشكرني !


" وليد ... "


رفعت بصري إليها ببطء ، كانت تبتسم ، و قد تورّد خداها قليلا !

لابد أنها أدركت أنها لم تشكرني !

قلت بنبرة جافة إلى حد ما :


" ماذا الآن ؟ "


" هلا أعطيتني ورقة صغيرة ؟ "

يبدو أن فكرة شكري لا تخطر ببالها أصلا !



تناولت مفكرتي الصغيرة الموضوعة على المكتب ، و انتزعت منها ورقة بيضاء ، و سلمتها إلى رغد



أخذتها الصغيرة و قالت بسرعة :

" شكرا ! "



ثم ابتعدت ...


ظننتها ستخرج ألا أنها توجهت نحو سريري ، جلست فوقه ، و على المنضدة المجاورة و ضعت ( الصندوق ) و الورقة ... و همّت بالكتابة !





أجبرت عيني ّ على العودة إلى الكتاب المهجور ... لكن تفكيري ظل مربوطا عند تلك المنضدة !



" وليد ... "

مرة أخرى نادتني فأطلقت سراح نظري إليها ...

" نعم ؟"

سألتني :

" كيف أكتب كلمة ( عندما ) " ؟



الكلام الان لوليــــــــــد 000
00
00
0
0

نظرت من حولي باحثا عن ( اللوح ) الصغير الذي أعلم رغد كيفية كتابة الكلمات عليه ، فوجدته موضوعا على أحد أرفف المكتبة ، فهممت بالنهوض لإحضاره ألا أن رغد قفزت بسرعة و أحضرته إلي قبل أن أتحرك !



أخذته منها ، و كتبت بالقلم الخاص باللوح كلمة ( عندما ) .

تأملتها رغد ثم عادت إلى المنضدة ...


بعد ثوان ، رفعت رأسها إلي ...


" وليد ! "




" نعم صغيرتي ؟ "

" كيف أكتب كلمة ( أكبُر ) ؟ "

كتبت الكلمة بخط كبير على اللوح ، و رفعته لتنظر إليه .



ثوان أخرى ثم عادت تسألني :


" وليد ! "


ابتسمت ! فطريقتها في نطق اسمي و مناداتي بين لحظة و أخرى تدفع إي كان للابتسام !


" ماذا أميرتي ؟ "


" كيف أكتب كلمة ( سوف ) " ؟؟


كتبت الكلمة و أريتها إياها ، صغيرتي كانت مؤخرا فقط قد بدأت بتعلم كتابة الكلمات بحروف متشابكة ، و لا تعرف منها إلا القليل ...



بقيت أراقبها و أتأملها بسرور و عطف !

كم هي بريئة و بسيطة و عفوية !

يا لها من طفلة !


رفعت رأسها فوجدتني أنظر إليها فسألت مباشرة :


" كيف أكتب كلمة ( أتزوج ) ؟ "



فجأة ، أفقت من نشوة التأمل البريء ...

هناك كلمة غريبة دخيلة وصلت إلى أذني ّ في غير مكانها !

حدقت في رغد باهتمام ، و اندهاش ...

هل قالت ( أتزوج ) ؟؟

أتزوج !

ألا تلاحظون أنها كلمة ( كبيرة ) بعض الشيء ! بل كبيرة جدا !


سألتها لأتأكد :

" ماذا رغد ؟؟ "

قالت و بمنتهى البساطة :

" أتزوج ! كيف أكتبها ؟؟ "


أنا مندهش و متفاجيء ...


و هي تنظر إلي منتظرة أن أكتب الكلمة على لوحها الصغير ...


أمسكت بالقلم بتردد و شرود ... و كتبت الكلمة ( الكبيرة ) ببطء ، ثم عرضتها عليها فأخذت تكتبها حرفا حرفا ...




انتهت من الكتابة ، فوضعت اللوح على مكتبي ، في انتظار الكلمة التالية ...


انتظرت ...

و أنتظرت ...


لكنها لم تتكلم

لم تسألني عن أي شيء

رأيتها تطوي الورقة الصغيرة ، ثم تدخلها عبر الفتحة داخل صندوق الأماني !


( عندما أكبر سوف أتزوج .... ؟؟؟ )


الاسم الذي تلا كلمة أتزوج هو اسم تعرف رغد كيف تكتبه !

كأي اسم من أسماء أفراد عائلتنا أو صديقاتها ...

كـ وليد ، أو سامر ، أو أي رجل !


رغد الصغيرة !

ما الذي تفعلينه !؟؟



الآن ، هي قادمة نحوي ...

و الصندوق في يدها ... " وليد اكتب أمنيتك ! "

" ماذا صغيرتي ؟؟ "



" أكتب أمنيتك و ضعها بالداخل ، و حينما نكبر نفتح الصندوق و نقرأ أمنياتنا و نرى ما تحقق منها ! هكذا هي اللعبة ! "

إنني قد افعل أشياء كثيرة قد تبدو سخيفة ، أما عن وضعي لأمنيتي في صندوق ورقي خاص بطفلتي هذه ، فهو أمر سأترك لكم انتم الحكم عليه !


نزعت ورقة من مفكرتي ، و كتبت إحدى أمنياتي !


فيما أنا اكتب ، كانت رغد تغمض عينيها لتؤكد لي أنها لا ترى أمنيتي !


أي أمنية تتوقعون أنني أدخلتها في صندوق الأماني الخاص بصغيرتي العزيزة ...؟؟



لن أخبركم !


بعد فراغي من الأمر ، طلبت مني رغد أن أحفظ الصندوق في أحد أرفف مكتبتي ، لأنها تخشى أن تضيعه أو تكتشف دانة وجوده فيما لو ضل في غرفتها !



" وليد لا تفتح الصندوق أبدا ! "

" أعدك بذلك ! "


ابتسمت رغد ، ثم انطلقت نحو الباب مغادرة الغرفة و هي تقول :

" سأخبر سامر بأنني انتهيت ! "


بعد مغادرتها ، تملكتني رغبة شديدة في معرفة ما الذي كتبته في ورقتها

كدت انقض وعدي و أفتح الصندوق من شدة الفضول ...

لكني نهرت نفسي بعنف ... لن أخيب ثقة الصغيرة بي أبدا

( عندما أكبر سوف أتزوج ... ؟؟ )

من يا رغد ؟؟

من ؟

من ؟؟


~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

في عصر اليوم ذاته ، قرر والدي أخذنا لنزهة قصيرة إلى إحدى الملاهي ، حسب طلب و إلحاح دانة !


أنا لم أشأ الذهاب ، فأنا لم أعد طفلا و لا تثير الملاهي أي اهتمام لدي ، ألا أن والدتي أقنعتني بالذهاب من باب الترويح عن النفس لاستئناف الدراسة !


قضينا وقتا جيدا ...


وقفت رغد أمام إحدى الألعاب المخيفة و أصرت على تجربتها !

طبعا لم يوافق أحد على تركها تركب هذا القطار السريع المرعب ، و كما أخبرتكم

فإنها حين ترغب في شيء فإنها لن تهدأ حتى تحصل عليه !

و حين تبكي ، فإنها تتحول من رغد إلى رعد !


والدي زجرها من باب التأديب ، إذ أن عليها أن تطيع أمره حين يأمرها بشيء


توقفت رغد عن البكاء ، و سارت معنا على مضض ...


كانت تمشي و رأسها للأسفل و دموعها تسقط إلى الأرض !


أنا وليد لا أتحمّل رؤيتها هكذا مطلقا ... لا شيء يزلزلني كرؤيتها حزينة وسط الدموع !


" حسنا يا رغد ! فقط للمرة الأولى و الأخيرة سأركب معك هذا القطار ، لتري كم هو مخيف و مرعب ! "


أعترض والداي ، ألا أنني قلت :

" سأمسك بها جيدا فلا تقلقا "


اعتراضهما كان في الواقع على سماحي لرغد بنيل كل ما تريد


أنا أدرك أنني ادللها كثيرا جدا


لكن ...

ألا تستحق طفلة يتيمة الأبوين شيئا يعوضها و لو عن جزء من المائة مما فقدت ؟

تجاهلت اعتراض والدي ّ ، و انطلقت بها نحو القطار


ركبنا سوية ذلك القطار و لم تكن خائفة بل غاية في السعادة !

و عندما توقف و هممت بالنزول ، احزروا من صادفت !؟؟


عمّار اللئيم !


" من وليد ! مدهش جدا ! تتغيب عن المدرسة لتلهو مع الأطفال ! عظيم ! "


تجاهلته ، و انصرفت و الصغيرة مبتعدين ، ألا أنه عاد يلاحقني بكلام مستفز خبيث
لم أستطع تجاهله ، و بدأنا عراكا جديدا !


تدخل مجموعة من الناس و من بينهم والدي لفض نزاعنا بعد دقائق ...


عمار و بسبب لكمتي القوية إلى وجه سالت الدماء من أنفه

كان يردد :


" ستندم على هذا يا وليد ! ستدفع الثمن "


أما رغد ، و التي كانت تراني و لأول مرة في حياتها أتعارك مع أحدهم ، و أؤذيه ، فقد بدت مرعوبة و التصقت بوالدتي بذعر !


عندما عدنا للبيت وبخني أبي بشدة على تصرفي في الملاهي و عراكي ...
و قال :


( كنت أظنك أصبحت رجلا ! )


و هي كلمة آلمتني أكثر بكثير من لكمات عمّار

استأت كثيرا جدا ، و عندما دخلت غرفتي بعثرت الكتب و الدفاتر التي كانت فوق مكتبي بغضب


لا أدري لماذا أنا عصبي و متوتر هذا اليوم ...


بل و منذ فترة ليست بالقصيرة


أهذا بسبب الامتحانات المقبلة ؟؟

بعد قليل ، طرق الباب ، ثم فتح بهدوء ...

كانت رغد

" وليد ... "

ما أن نطقت باسمي حتى قاطعتها بحدة :

" عودي إلى غرفتك يا رغد فورا "

نظرت إلي و هي لا تزال واقفة عند الباب ، فرمقتها بنظرة غضب حادة و صرخت :

" قلت اذهبي ... ألا تسمعين ؟؟ ! "

أغلقت الصغيرة الباب بسرعة من الذعر !


لقد كانت المرة الأولى التي أقسو فيها على رغد ...

و كم ندمت بعدها


ألقيت نظرة على ( صندوق الأماني ) ثم أمسكت به و هممت بتمزيقه !

ثم أبعدته في آخر لحظة !

كنت أريد أن أفرغ غضبي في أي شيء أصادفه

إنني أعرف أنني يوم السبت المقبل سأقابل بتعليقات ساخرة من قبل عمّار و مجموعته


و كل هذا بسبب أنت أيتها الرغد المتدللة ...


لأجلك أنت أنا أفعل الكثير من الأشياء السخيفة التي لا معنى لها !

و الأشياء المهولة ... التي تعني أكثر من شيء ... و كل شيء ...

و التي يترتب عليها مصائر و مستقبل ...


كما سترون ... " وليد اكتب أمنيتك ! "

" ماذا صغيرتي ؟؟ "



" أكتب أمنيتك و ضعها بالداخل ، و حينما نكبر نفتح الصندوق و نقرأ أمنياتنا و نرى ما تحقق منها ! هكذا هي اللعبة ! "

إنني قد افعل أشياء كثيرة قد تبدو سخيفة ، أما عن وضعي لأمنيتي في صندوق ورقي خاص بطفلتي هذه ، فهو أمر سأترك لكم انتم الحكم عليه !


نزعت ورقة من مفكرتي ، و كتبت إحدى أمنياتي !


فيما أنا اكتب ، كانت رغد تغمض عينيها لتؤكد لي أنها لا ترى أمنيتي !


أي أمنية تتوقعون أنني أدخلتها في صندوق الأماني الخاص بصغيرتي العزيزة ...؟؟



لن أخبركم !


بعد فراغي من الأمر ، طلبت مني رغد أن أحفظ الصندوق في أحد أرفف مكتبتي ، لأنها تخشى أن تضيعه أو تكتشف دانة وجوده فيما لو ضل في غرفتها !



" وليد لا تفتح الصندوق أبدا ! "

" أعدك بذلك ! "


ابتسمت رغد ، ثم انطلقت نحو الباب مغادرة الغرفة و هي تقول :

" سأخبر سامر بأنني انتهيت ! "


بعد مغادرتها ، تملكتني رغبة شديدة في معرفة ما الذي كتبته في ورقتها

كدت انقض وعدي و أفتح الصندوق من شدة الفضول ...

لكني نهرت نفسي بعنف ... لن أخيب ثقة الصغيرة بي أبدا

( عندما أكبر سوف أتزوج ... ؟؟ )

من يا رغد ؟؟

من ؟

من ؟؟


~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

في عصر اليوم ذاته ، قرر والدي أخذنا لنزهة قصيرة إلى إحدى الملاهي ، حسب طلب و إلحاح دانة !


أنا لم أشأ الذهاب ، فأنا لم أعد طفلا و لا تثير الملاهي أي اهتمام لدي ، ألا أن والدتي أقنعتني بالذهاب من باب الترويح عن النفس لاستئناف الدراسة !


قضينا وقتا جيدا ...


وقفت رغد أمام إحدى الألعاب المخيفة و أصرت على تجربتها !

طبعا لم يوافق أحد على تركها تركب هذا القطار السريع المرعب ، و كما أخبرتكم

فإنها حين ترغب في شيء فإنها لن تهدأ حتى تحصل عليه !

و حين تبكي ، فإنها تتحول من رغد إلى رعد !


والدي زجرها من باب التأديب ، إذ أن عليها أن تطيع أمره حين يأمرها بشيء


توقفت رغد عن البكاء ، و سارت معنا على مضض ...


كانت تمشي و رأسها للأسفل و دموعها تسقط إلى الأرض !


أنا وليد لا أتحمّل رؤيتها هكذا مطلقا ... لا شيء يزلزلني كرؤيتها حزينة وسط الدموع !


" حسنا يا رغد ! فقط للمرة الأولى و الأخيرة سأركب معك هذا القطار ، لتري كم هو مخيف و مرعب ! "


أعترض والداي ، ألا أنني قلت :

" سأمسك بها جيدا فلا تقلقا "


اعتراضهما كان في الواقع على سماحي لرغد بنيل كل ما تريد


أنا أدرك أنني ادللها كثيرا جدا


لكن ...

ألا تستحق طفلة يتيمة الأبوين شيئا يعوضها و لو عن جزء من المائة مما فقدت ؟

تجاهلت اعتراض والدي ّ ، و انطلقت بها نحو القطار


ركبنا سوية ذلك القطار و لم تكن خائفة بل غاية في السعادة !

و عندما توقف و هممت بالنزول ، احزروا من صادفت !؟؟


عمّار اللئيم !


" من وليد ! مدهش جدا ! تتغيب عن المدرسة لتلهو مع الأطفال ! عظيم ! "


تجاهلته ، و انصرفت و الصغيرة مبتعدين ، ألا أنه عاد يلاحقني بكلام مستفز خبيث
لم أستطع تجاهله ، و بدأنا عراكا جديدا !


تدخل مجموعة من الناس و من بينهم والدي لفض نزاعنا بعد دقائق ...


عمار و بسبب لكمتي القوية إلى وجه سالت الدماء من أنفه

كان يردد :


" ستندم على هذا يا وليد ! ستدفع الثمن "


أما رغد ، و التي كانت تراني و لأول مرة في حياتها أتعارك مع أحدهم ، و أؤذيه ، فقد بدت مرعوبة و التصقت بوالدتي بذعر !


عندما عدنا للبيت وبخني أبي بشدة على تصرفي في الملاهي و عراكي ...
و قال :


( كنت أظنك أصبحت رجلا ! )


و هي كلمة آلمتني أكثر بكثير من لكمات عمّار

استأت كثيرا جدا ، و عندما دخلت غرفتي بعثرت الكتب و الدفاتر التي كانت فوق مكتبي بغضب


لا أدري لماذا أنا عصبي و متوتر هذا اليوم ...


بل و منذ فترة ليست بالقصيرة


أهذا بسبب الامتحانات المقبلة ؟؟

بعد قليل ، طرق الباب ، ثم فتح بهدوء ...

كانت رغد

" وليد ... "

ما أن نطقت باسمي حتى قاطعتها بحدة :

" عودي إلى غرفتك يا رغد فورا "

نظرت إلي و هي لا تزال واقفة عند الباب ، فرمقتها بنظرة غضب حادة و صرخت :

" قلت اذهبي ... ألا تسمعين ؟؟ ! "

أغلقت الصغيرة الباب بسرعة من الذعر !


لقد كانت المرة الأولى التي أقسو فيها على رغد ...

و كم ندمت بعدها


ألقيت نظرة على ( صندوق الأماني ) ثم أمسكت به و هممت بتمزيقه !

ثم أبعدته في آخر لحظة !

كنت أريد أن أفرغ غضبي في أي شيء أصادفه

إنني أعرف أنني يوم السبت المقبل سأقابل بتعليقات ساخرة من قبل عمّار و مجموعته


و كل هذا بسبب أنت أيتها الرغد المتدللة ...


لأجلك أنت أنا أفعل الكثير من الأشياء السخيفة التي لا معنى لها !لم استطع النوم تلك الليلة

جعلت أتقلب على فراشي و الأمور الثلاثة : الدراسة ، الحرب ، و رغد تآمرت علي و سببت لي أرقا و صداعا شديدا


أوه يا إلهي ... أنا متعب ... متعب !


فلتذهب الدراسة للجحيم !

ولتذهب الحرب كذلك للجحيم !

و رغد ...

رغد ...

فلأذهب أنا إلى رغد !


قفزت من سريري في رغبة ملحة جدا لرؤية الصغيرة ...

لابد أنها غارقة في النوم الآن ... كم كنت قاسيا معها ! كم أنا نادم !




سرت ببطء حتى دخلت غرفة رغد ، و تعجبت إذ رأيت الظلام مخيما عليها !

صغيرتي تخاف النوم في الظلام الشديد و تصر على إضاءة النور الخافت




اقتربت من السرير و أنا أدقق النظر بحثا عن وجه الصغيرة ، ألا أنني لم أره


أشعلت المصباح الخافت المجاور لسريرها ، و أصبت بالفزع حين رأيت السرير خاليا ...



نهضت مذعورا ... و تلفت من حولي ... ثم أنرت المصباح القوي و دققت النظر في كل شيء ... لم تكن رغد في الغرفة ...



خرجت من الغرفة كالمجنون و ذهبت رأسا إلى غرفة دانة ، ثم سامر ، ثم جميع غرف المنزل و أنحائه و لم أبق منه مترا واحدا دون تفتيش ... عدا غرفة والديّ


سرت و أنا أترنح و متشبث بأملي الأخير بأن تكون رغد هناك ...



توقفت عند الباب ، و رفعت يدي استعدادا لطرقه فخانتني قواي


ماذا إن لم تكن رغد هنا ؟

أين يمكن أن تكون ؟


القلق بل الفزع و الخوف على رغد تملكاني و ألقيا جانبا أي تفكير سليم من رأسي

طرقت الباب طرقات متوالية تشعر أيا كان بالذعر !



ثوان ، و إذا بأمي تقف أمامي في فزع :


" وليد ؟ خير يا بني ؟ "


التقطت عدة أنفاس متلاحقة ثم قلت :


" هل رغد هنا ؟ "



كنت أحدق بعين والدتي و كأنني أريد أن أخترقها إلى دماغها لأعرف الجواب قبل أن تنطق به ...

قولي نعم أمي ... أرجوك !


" نعم ! نامت هنا "


كأن جبلا جليديا قد وقع فوق رأسي لدى سماعي إجابتها

ارتخت عضلاتي كلها فجأة ، فترنحت و أنا أعود خطا للوراء حتى جلست على أحد المقاعد



والدتي أقبلت نحوي ، و ألقت نظرة سريعة على ساعة الحائط ، ثم عادت تنظر إلي بقلق ...


" وليد ؟ ما بك عزيزي ؟ "


أغمضت عيني لثوان ، و أنا عاجز عن تحريك أي عضلة من جسمي ...

ثم نظرت إليها و قلت بصعوبة :

" قلقت حين لم أجدها في غرفتها ... بل كدت أموت قلقا ... "

اقتربت مني والدتي ، و مسحت على رأسي و قالت :

" هوّ ن عليك يا بني ...
جاءتني تبكي البارحة و تقول أنك غاضب منها و أخرجتها من غرفتك !
كانت حزينة جدا ! "




ربما تريد أمي معاتبتي لتصرفي مع رغد

أرجوك أمي يكفي فأنا قد نلت من تأنيب الضمير ما يكفي و يزيد ...

ألا ترين أنني لم أنم حتى هذه الساعة بسبب ذلك ...؟؟


" آسف لإزعاجك أماه ، تصبحين على خير "

رغد !

ما الذي تفعلينه بي !؟



نهضت متأخرا في الصباح التالي ، و حينما ذهبت إلى المطبخ وجدت أمي مشغولة في إعداد الطعام فيما تلعب رغد ببعض الدمى إلى جوارها



عندما رأتني رغد ، ابتسمت لها ، ألا أنها قامت و التصقت بأمي ، كأنها تطلب الحماية !


تضايقت كثيرا من هذا ... هل أصبحت طفلتي الحبيبة تخاف مني ؟؟



" رغد ! تعالي إلي ... "


لم تتحرك بل تشبثت بوالدتي أكثر ، الأمر الذي أشعرني بضيق شديد جدا فغادرت المطبخ فورا



ستنسى بعد قليل ... إنها مجرد طفلة و الأطفال ينسون بسرعة !

بل من الأفضل ألا تنسى حتى تبقى بعيدة عني و أتخلص من أحد همومي !


في المساء ، حضرت أم حسام بطفليها حسام و نهلة لزيارتنا

أم حسام هي خالة رغد الوحيدة و التي كانت ترعاها في السابق ، بعد وفاة والديها


حسام هو ابنها الأكبر و البالغ من العمر سبع سنوات على ما أظن ، أما نهلة فتصغر رغد ببضعة أشهر


و يبدو أن ( أخا جديدا ) على وشك الانضمام لهذه
العائلة !

و الأشياء المهولة ... التي تعني أكثر من شيء ... و كل شيء ...

و التي يترتب عليها مصائر و مستقبل ...


كما سترون ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية ستاخذك لعالم اخر و ستستحوذ على تفكيرك كله..../الحلقة الثالثة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رواية ستاخذك لعالم اخر و ستستحوذ على تفكيرك كله..../الحلقة الثانية
» رواية ستاخذك لعالم اخر و ستستحوذ على تفكيرك كله....
» رواية ستاخذك لعالم اخر و ستستحوذ على تفكيرك كله..../تابع
» الحياة رواية جميلة
» مذكرات السنة الثالثة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى متوسطات عين مخلوف :: قسم التسلية :: القصص والروايات-
انتقل الى: