الحمض النووي

الحمض النووي
يشكّل الحمض النووي المادة الوراثية التي تنتقل من الآباء إلى الابناء. و تأخذ الخلايا البشرية بقدرة الله تعالى نصف مادتها الوراثية من الأم والنصف الآخر من الأب.
وفي هذ ا الإطار، درس العالم "مانديل" حصيلة التزاوج بين أجناس مختلفة من البازيلاّء. فأجرى عدة عمليات تزاوج وجمع كمّاً هائلاً من المعلومات حول تواتر كلّ خاصة من خصائص النبات في حصيلة التزاوج. وانطلاقاً من هذه المعلومات، وضع قوانين حول وراثة الصفات الحيوية، نُشرت في 1866. وأعيد اكتشاف اعماله سنة ????.
يحتوي الحمض النووي على كافة التعليمات الجينية الضرورية حول تركيب الجسم وعمله. ففي هذه الجزيّئة، يُحدد بأمر الله عز وجل الجنس،رجلا كان أم امرأة، ولون العيون، فاتحاً كان أم د اكناً، فضلاً عن تعليمات أكثر تعقيداً تعتبر ضروريةً لتركيب الهرمونات، والبروتينات، والجزيّئات الأخرى.
ويتألف الحمض النووي من بعض النكليوتيدات كالأدنيوزين والغوانين والسيتوزين والتيامين أو الفيتامين ب ? التي تتحدّ بعضها ببعض مشكلّةً بنية الحمض النووي الأوّلية.
وتنتظم هذه السلسلة من المكوّنات على هيئة حبلين في مروحة مزدوجة مشكّلةً البنية الثانوية التي صوّرها "واتسن" و"كريك" في العام ????.
وبعد ان تنبّهنا إلى التراكيب العديدة الممكنة، بتنا نفهم كيف تسمح سلسلة من المواد المحتوية على النتروجين بتركيب تعليمة جينية معينة تُعرف بالتعليمة الحيوية أو الصفة الجينية.
وتنقسم جزيئة الحمض النووي الطويلة إلى حبلين يصلح أحدهما قالباً لتكوين حبل متمّم. ويعتبر تنسخ الحمض النووي تنسخاً نصف محافظ لأنّ المادة الجديدة المنسوخة تحافظ على الحبل الأساس إلى جانب حبل متممّ جديد.
وفي نواة الخلية، تتحوّل سلسلة المواد المحتوية على النتروجين من الحمض النووي إلى الحمض النووي الريبوزي المرسال، وهذ ا ما يُعرف بعملية الانتساخ.
ويخرج الحمض النووي الريبوزي المرسال من النواة إلى الرباسة (الريبوزوم) حيث يتغيّر الراموز الوراثي من الحمض النووي إلى البروتينات. ويُرمز إلى كلّ من الحموض الأمينية بثلاثة حروف مقابلة للحروف الأولى من أسماء النكليوتيدات.وبالتالي، تتغيّر التعليمة الوراثية من أربعة احماض نووية إلى عشرين حمضاً أمينياً مختلفاً تشكل البروتيينات. وعندما يصل الحمض النووي الريبوزي المرسال إلى الريبوزوم يبدأ فعلياً بعملية التغيير هذه.
وإذن، تصل الأحماض الأمينية إلى الريبوزوم متحدةً بحمض نووي ريبوزيّ ناقل يحمل حمضاً أمينيّاً خاصاً به. وتنتظم الأحماض الأمينية بهذه الطريقة لتكوّن السلسلة الكثيرة الأمين وفق الشكل الذي تحدده سلسلة الحمض النووي الريبوزي المرسال، وهي سلسلة نتجت من الحمض النووي في النواة.
أما الجينة فهي جزء من الحمض النووي تحمل تعليمة حول صفة خاصة كلون العيون مثل :
(نتوقف عند صور لعدة أشخاص تختلف ألوان عيونهم. وفي صورة الحمض النووي الثلاثية الابعاد، من الافضل تحديد هذا الجزء).
وتكمن الجينات في الصبغيات التي تترتب الواحدة تلو الاخرى. (فلننظر إلى صور بعض الخلايا ذات الصبغيات).
وتحتوي خلايا الانسان على ?? صبغياً، ?? منه يحمل تعليمة غير جنسية ويسمّى الصبغي الذاتي، بينما يحمل الصبغيان الاخران من النوع X و Yتعليمة جنسية. وتحمل المرأة صبغيين من النوع X في حين يحمل الرجل صبغياً من النوع X وصبغياً من النوع Y. وهكذ ا من المفترض أن يكون نصف المولودين الجدد من الاناث والنصف الآخر من الذكور. (رسم حصيلة التزاوج).
ويملك الصبغيان X و Y اجزاء متشابهة تتعلّق بالصفات ذاتها وأجزاء مختلفة ترتبط بجنس الشخص ولا تظهر إلاّ في أحد الجنسين. وهذ ا هو الحال في مرض الهيموفيليا، أو عدم تخثّر الدم إذ أنّنا لا نجد الجينة المسؤولة عن المرض إلاّ في الصبغيّ X . وهكذا، يكون الذكر ذات الصبغيّ Xh Y مصاباً بالهيموفيليا وتكون الانثى ذات الصبغيّ Xh X حاملة للمرض فحسب من دون الاصابة به. وتُعتبر الجينة الناقصة بكمية مزدوجة ((Xh Xh جينةً مميتةً، لكن في الواقع، ما من امرأة مصابة بالهيموفيليا.
وأثار مرض الهيموفيليا إهتمام الكثيرين بعد أن أصاب افراد العائلات المالكة، أقرباء ملكة إنكلترا، "فكتوريا"، التي كانت تحمل جينة المرض.
أمّا لون البشرة فهو من الصفات التي تتوارث بواسطة الصبغيات ذات التعليمة غير الجنسية وترتبط بجينة واحدة أو بعدة جينات. فأبناء العرق الابيض هم من العرق الابيض، وأبناء العرق الاسود هم من العرق الاسود، والابناء المتحدرون من رجل أبيض وامرأة سوداء أو العكس هم من الخلاسيين. لكنّ أبناء الخلاسيين يظهرون عدة أطباع وراثية مختلفة من الابناء البيض إلى الخلاسيين
ذات صبغية مختلفة وصولاً إلى الابناء السود. وهذ ا يعني أنّ لون البشرة رهن بمجموعة جينات.
ورأى العلاج الجيني النور مع معالجة طفلتين مصابتين بنقص المناعة في أنزيم الأدينوزين دياميناز ADA. فاستخرج الاطباء الكريات اللمفاوية من نقي العظام وأخضعوها لمعالجة جينية في المختبر لإدخال الجينة الصحيحة قبل أن يعيدوها إلى نقي العظام. وانطلاقاً من هذه التقنية، سيحاول الاطباء معالجة امراض اخرى كالتليّف الكيسي، والورم الملاني، ومرض الأيدز، وكلّها تقنيات علاجية.