مقدمة:
إن الإنسان في الحياة معرض إلى أخطار كبيرة من بينها : الأمراض الخطيرة المزمنة، كالربو، سرطان الرئة، السيدا ( عفانا الله وأياكم منه ومن شر هذه الأمراض... الخ ).
وإن من مسببات هذه الأمراض وغيرها هي الآفات الاجتماعية التي تعتبر محور دراستنا في هذه السطور التي نرجوا أن تكون مفيدة لنا ولكم .
اردنا أن نوجز عملنا هذا حول آفة من الآفات الاجتماعية التي تنخر كيان كل دولة فتثقل كاهلها ومن جوانب عديدة الاقتصادية منها - بحيث يتم صرف ملايير الدينارات على مرضى مسببات هذه الامراض - والاجتماعية .......الخ.
ونتناول بالذات في هذا الفصل الأول
التدخين وأضراره
* طرق الكشف عن الإدمان.
ألاحظ على ابني الطالب في الثانوي عدم القدرة على التركيز والاستيعاب في الفترة الأخيرة مع خروجه من المنزل باستمرار وعودته في ساعات متأخرة من الليل حيث يكون في حالة من ضعف التركيز وثقل في اللسان مع احمرار بالعينين حيث يدعي السهر مع أصدقائه للمذاكرة، وعندما نحاول منعه من الخروج يكون في حالة من النرفزة والعصبية ويشتكي من الآلام في جسمه وقد ازدادت مصاريفه في الفترة الأخيرة مع إهمال في مظهره العام وقد سمعت من بعض أصدقائه أنه يتعاطى المخدرات وعندما واجهته بذلك أنكر إنكاراً شديدا وأنكر حاجاته للعلاج فهل هناك طريقة للكشف عن الإدمان حتى نستطيع مساعدته في العلاج؟
من الرسالة التي أرسلتها تسأل عن طرق الكشف عن الإدمان فإن أبسط طريقة للكشف عن الإدمان هو عزل الابن عن الخروج من المنزل لمدة يومين فإذا كان الإبن مدمنا على أحد المكيفات فإن أعراض الإدمان سوف تبدأ بالظهور حيث يعاني المدمن من أعراض الإدمان النفسية والجسمانية أما عن أعراض الإدمان النفسية فهى سرعة الانفعال والنرفزة وعدم النوم مع عدم القدرة على التركيز والاستيعاب والميل للاكتئاب أما عن الأعراض الجسمانية للانسحاب من الإدمان فهي الهمدان بالجسم مع النشر في المفاصل والظهر وضعف الشهية وفى حالة الإدمان على الهيروين فإن الأعراض الجسمانية والنفسية تكون أشد حيث يعاني المدمن من الإسهال والرشح وقد يصل الأمر للهذيان والاختلاط العقلي في حالة الإدمان لمدد طويلة على جرعات عالية من الهيروين وهناك طرق أخرى للكشف عن الإدمان وذلك بإجراء التحاليل الطبية من تحليل البول للكشف عن وجود آثار العقاقير المختلفة في الجسم.
* أضرار الإدمان على الجسم
نسمع كثيرا في هذه الأيام عن مشاكل الإدمان في المجتمع وعن وجود أصناف جديدة لم تكن موجودة من قبل مثل وجود بودرة الهيروين والكوكايين ولذلك نرجو شرح تأثير هذه المواد على جسم الإنسان والأضرار التي تنجم عنها والفرق بينها.
**الإدمان من المشاكل الخطيرة التي تؤثر على الفرد والأسرة وعلى المجتمع ككل.. والإدمان هو وجود قوة شديدة ورغبة ملحة لتناول العقار والحصول عليه بأي وسيلة مع الاتجاه المستمر لزيادة الجرعة وحدوث أعراض جانبية شديدة عند التوقف عن أخذ العقار وهناك كثير من العقاقير التي تسبب الإدمان وتؤثر تأثيراً مباشراً على الجسم وبالأخص الجهاز العصبي ولكن أشدها خطورة هي المخدرات المصنعة مثل الهيروين والكوكايين والتي انتشرت بشدة في المجتمع في السنوات الماضية. والهيروين هو أحد مشتقات الأفيون ويتميز متعاطي الهيروين باضطراب الشخصية مع سلوك غير اجتماعي وتدهور اجتماعي وفشل مستمر فى العمل ويعطي الهيروين تغيرا مستمرا حوالي 3 ساعات كالشعور بالانفصال عن العالم الواقعي وقلة التركيز مع ضعف الشهية، ولا يحب المدمن الإزعاج بواسطة أي مؤثر خارجي. وعندما يبدأ تأثير المخدر في الزوال يبدأ المدمن في الإحساس بالتوتر والعصبية والعرق والتثاؤب مع رشح من الأنف ونشر بالمفاصل والظهر. أما في حالة الكوكايين فإنه يعطي الإحساس بالتنبه والشعور بالنشوة ويسبب اتساع حدقة العين مع شحوب الوجه وسرعة ضربات القلب وارتفاع بسيط في درجة الحرارة ويمكن أن يؤدي تعاطي العقار بجرعات كبيرة إلى ظهور أعراض البارانويا، كما أنه يعمل على تدمير الأنسجة التي يلامسها – ونجد أن مدمني شم الكوكايين يفقدون الحاجز اللحمي بين فتحتي الأنف، ويؤدي هذا العقار أيضاً إلى الإدمان ولذلك فهو من المخدرات شديدة الخطورة ومن المحتمل أن بعض الآثار المدمرة لتعاطي الهيروين ناشئة من الكوكايين الذي يضاف إليه دون علم من المتعاطي . وينتشر استعمال الكوكايين بين الشخصيات السيكوباتية.
* الوقاية من الإدمان
تطالعنا الصحف والمجلات بين الحين والحين على وسائل لعلاج الإدمان وطرق الوقاية منها وقد علمت أن من بعض طرق العلاج في حالة الإدمان الكحولي العلاج بأقراص أنتابيوز حسب علمي وأن العلاج بهذه الأقراص يسبب النفور من تعاطي الكحوليات.. فهل وصل العلاج بالنسبة للأصناف الأخرى من الإدمان خصوصاً الإدمان على بودرة الهيروين إلى وجود أقراص منفرة تؤدي إلى نفور الإنسان من تعاطي هذه البودرة اللعينة التي أثرت تأثيراً سيئاً جداً على سلوك ابني وجعلته يترك دراسته ولا يبالي بشيء في الحياة .. أرجو الرد على هذه الرسالة وشكرا.
الإدمان على بودرة الهيروين من المشاكل الخطيرة التي تواجه الشباب في مجتمعنا وذلك لما له من تأثير على النواحي الجسمانية والنواحي النفسية فضلا عما له من تأثير على النواحي الاقتصادية للمجتمع حيث يصبح الشاب طاقة بلا حول ولا قوة وأحيانا يتجه الشاب إلى الانحراف السلوكي ويبدأ في سلوك إجرامي حيث يبدأ في بيع حاجاته الشخصية ثم يبدأ في بيع أثاث ومتعلقات الأسرة حتى يحصل على المال اللازم لشراء المخدر، وإذا كان فى وظيفة أو تجارة يبدأ فى بيع جميع ممتلكاته حتى يصبح مفلساً ولذلك فإن العلاج يجب أن يتجه إلى النواحي الجسمانية في نفس الوقت الذي يراعي فيه النواحي النفسية وعلاج البواعث التي أدت إلى الإدمان ومن ضمنها ضعف الشخصية والإرادة ومصاحبته رفقاء السوء. لذا فإنه بعد الانتهاء من العلاج الجسماني لعلاج أعراض انسحاب المخدر من الجسم يجب عمل تحليل البول للتأكد من خلو الجسم من مشتقات الأفيون وكذلك عمل فحوصات الكبد للتأكيد من عدم وجود أي علامات فشل للكبد ، وهناك الآن عقار (تركسان -ريفيا) وهو مستحضر تخليقي مضاد للأفيون ومشتقاته وهو يمنع تأثير مشتقات الأفيون ويستعمل فى العلاج الطويل المدى للمرضى الذين عولجوا من مرحلة الانسحاب وتخلصوا من بقايا آثار الأفيون فى الدم. ويعطي هذا العقار على هيئة أقراص تعطى 2 قرص كل يومين بحيث إذا تعاطى المريض أي نوع من الهيروين أو مشتقات الأفيون الأخرى تسبب له آلاما جسمانية مباشرة في نفس وقت التعاطي على هيئة أعراض جسمانية شديدة مما يؤدي بالمدمن أن يحترس أشد الاحتراس من الوقوع مرة أخرى في الإدمان.
وفي الفصل الثالث: المخذرات
المقــدمة
عرفت الدولة الجزائرية في السنوات الأخيرة الماضية انتشارا كثيرا و مذهلا لبعض الآفات الاجتماعية مثل المخدرات و غيرها. هذه الآفات جعلت شبابنا الجزائري عرضة للكثير من الأمراض وتفشي بعض السلوكيات القبيحة التي تؤثر على المجتمع.
وتعتبر ظاهرة المخدرات من بين الآفات الاجتماعية التي لا تقل خطورة عن الأمراض المتنقلة جنسيا .....الخ ,مهما تكون طريقة استعمالها(عن طريق البلع ,الشم,أو عن طريق الحقن ) فهي تؤدي دائما إلى الطريق المسدود.
تعريف المخدرات :
هي كل مادة كفيلة بإحداث تغير في توازن الكائن الحي أو في إحدى وظائفه النفسية أو الجسمية أو العقلية فتجعله في تبعيته فيصبح مدمن .
تعريف الإدمان :
هو حالة خضوع نفسي و جسمي وعقلي للمادة المخدرة سواء كان تعاطيها بصفة دورية أو دائمة.
تعريف المدمنون على المخدرات :
هذه الآفة دقت كل الأبواب و تغلغلت في كل الأوساط من كل المستويات (البطالين, العاملين, الطلبة,ضحايا الطلاق و المشاكل العائلية ,ضحايا ألازمات العائلية .....)
كيفية انتشارها :
المخدرات تترقبك فكن أذكى منها واحترس فهي تنتشر ب
- مخالطة أصدقاء السوء
- تقليد الأصدقاء في تعاطيهم لهذا السم
- القلق الذي يقودك إليها لذا يجب أن لا تغتر بما تجلبه لك هذه الآفة في البداية من مرح وانتعاش لتجلبك في شباكها فتدمرك.
الحـذر من الآفـة :
- كن قوي العزيمة, صلب الشخصية ,وتعالى عن كل المشاكل التي تصادفك في الحياة :حرمان عاطفي ,تفكك اسري ,البطالة ,ضيق السكن ,تسرب مدرسي مبكر نقص توعية......
- واجه مشاكلك وان كنت بحاجة إلى من يصغي إليك, إلى من يوجهك أو من يأخذ بيدك إلى بر الأمان فما عليك إلا أن تتقرب إلى خلية الإصغاء والوقاية وثق انك ستجد راحتك .
أضرار المخدرات على الجسم والعقل :
من أضرار المخدرات على العقل: الهلوسة, الذهان, الهذيان, خلط في الأفكار, فقدان مفهوم المكان والزمان .
ضعف الإرادة وضعف الرغبة في الحياة بالإضافة إلى القلق والإكتئاب ويكون الجسم في تبعية والانتظار يحدث خلل وإضطرابات منها الشلل العام الصداع، التهاب على مستوى المعدة والأمعاء ، ضيق حدقة العين واحمرارها، الإصابة بداء السيدا والسرطان، شيخوخة مبكرة للبشرة وازرقا قها, زيادة قي ضربات القلب والتنفس .
وأخيرا تكون النهاية إما بالانتحار أو الموت المفاجىء.
آثار المخدرات :
فهي تؤثر في حقت العقل على الأشياء والأحداث فيرى البعيد قريبا والقريب بعيدا ويسبح في بحر من الأوهام والأحلام بالإضافة إلى:
- كثة المشاكل والآفات.
- سلوكيات ضد الاجتماعية مثل: السرقة, الأعمال المخلة بالحاء, الاغتصاب, زنا المحارم, التشرد, كثرة الإجرام, التفكك والانحلال الأسري .
- العنف والتشرد
- الانتحار أو الموت المفاجىء.
- آثارها على الجسم والعقل:كالهلومة, الهذيان, الصداع, تبعية الجسم....
قالت تعالى في سورة البقرة والنساء: " ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة "
أنـواع المخـدرات :
القنب الهندي : يعتبر المادة الأكثر رواجا عند شبابنا يتمثل في نبتة حشيشية, أزهار وأوراق جافة تدعى كيف بالمغرب, ماريخوانا بأمريكا .
* مستخلص النبتة مركز يحتوي على نسبة مخدرة أكثر من 12% يدعى حشيش بفرنسا والشيرة بالمغرب.
*مادة زيتية مستخلصة من الأوراق وتكون المادة المخدرة بحوالى 60% يستعمل غالبا مع السيجارة ويدخن وحده كذلك. فهو الطريق الأسرع. فالمادة المخدرة تمر بالرئتين وبعد دقائق تمر في الدورة الدموية حيث تعلق بالأنسجة الدموية لهذا يصعب التخلص منه يبقى لمدة أيام بعد السيجارة الواحدة. عنـه التحاليل البولية تجده حتى في اليوم العاشر، فهو لا يحقن أبدا. مفعوله على الصحة مختلف حسب الكمية المستنشقة وحسب حساسية الشخص، حتى بكميات صغيرة، فإن هذه المادة تؤدي بهذا بالشخص من الشعور بالاسترخاء إلى خلل التوازن العضلي والهلوسة – كباقي الأنواع من المخدرات كالهيروين والكوكايين فهو يحدث خلل في القدرات العقلية والفكرية – عند الاستعمال الدائم فهو يؤدي إلى: نقص التركيز، فقدان مفهوم الزمان والمكان، الهلوسة وكذلك الخلل العقلي، ابتداءا من القلق البسيط حتى المضاعفات مثل الإنهيار العصبي والصحف العقلي كما أن الإدمان على القنب الهندي يؤدي إلى عدة أمراض :
• مضاعفـات رئوية والتهابات القصبة المزمنة .
• أزمات الربو بسبب الحساسية لمكوناته .
• تذبذب نبضات القلب وانخفاظ الضغط الدموي.
• مضاعفات سرطانية .
• زيادة خطر سرطان الدم .
• فقدان الإخصاب عند المرأة والرجل .
• نقص المنـاعة لكافة الأمراض الأخرى .
• فشل مدرسي وجامعي .
• يؤدي إلى المطالبة بالمزيد من المخدرات حيث يطلب من المستهلك دائما المادة الأقوى
• يصبح المستهلك عند حالة التقلص في حالة هيجان كبير وقد يكون جد عنيف .
حوادث متنوعة تؤدي إلى المـوت :
إن استهلاك المخدرات بطريقة دائمة سواء القنب الهندي أو الأنواع الأخرى، يخلق مشاكل نفسية لإندماج الشباب في المجتمع حيث يشعر هذا الأخير بانطواء والتهميش إذ يكون في حالة هلوسة شديدة.
- لا توجد مواصفات للمدن أو للذي يكون كذلك ولكن أغلبهم يكون تحت تبيعة الأخرين ويكون دائما في حالة قلق وتكون له مشاكل عقلانية .
- استهلاك القنب الهندي يؤدي لتهدئة الشخص في الأول، لكنه في الواقع يزيد من الخلل العقلي.
مواد كيميائية سامة Le Solvant :
هذه المواد سهلة الاقتناء حيث تكون موجودة وبأسعار رخيصة وهي في متناول الجميع، و نرى أن هذه المواد أصبحت تستعمل في الأوساط الشبابية وخاصة عند الأطفال المراهقين وغير المراهقين والمواد المشتقة مثل: الغراء، طلاء الأظافر، مزيل الطلاء، لماع الأحذية، مزيل الروائح، غاز خاص بالسيارات، تستعمل المادة المرغوب فيها في كيس من البلاستيك أو وعاء ويتم استنشاق ما بها والبعض الآخر يفضل وضع المادة على اليد ويشمها. المفعول يكون سريع: حالة استرخاء، غياب، وسرعان ما تؤدي به إلى النوم أو الغيبوبة وهنا غالبا ما يفيق، ولكن في بعض الأحيان تكون العملية قاتلة حسب الكمية المستنشقة. الاستهلاك المتكرر لهذه المواد يؤدي إلى التبعية في أقصر الآجال وبالتالي إلى تدهور الصحة العقلية والصحة العامة، تكمن الخطورة في أن هذه المواد السامة يروجها الأطفال فيما ينهم وبما أنها ليست ممنوعة فليست هناك رقابة عليها مما يجعل صغارنا في خطر دائم .
فالمخدرات بشتى أنواعها منبع للانهيار ونفق للدمار.
الوقــاية :
تبقى الطريقة الوحيدة التي تجعلك تتمتع بكل قوتك العقلية والجسدية فهي التي تجعلك تحافظ على صحتك وعلى حياتك وهي أغلى ما تملك في هذا الكون، فلنكسر القيود لنتكلم عن المخدرات فبالجوار نجد حتما الحلول: التوعية، الإعلام، التحدث أو التواصل يكون أفضل وسيلة لتفهم الشاب أكثر من كل وقت مضى فكن واع، عاقل، لا تجري فقط وراء نزواتك وشهواتك لا تجعل من حياتك لهوا ومرحا .
- مارس الرياضة، انخرط في شتى الجمعيات والنوادي .
- تقرب من دور الشباب وستجد بدون شك فضاء واسع تستخدم فيه كل طاقتك وميولتك .
- إن المخدرات من أخطر الآفات الاجتماعية التي تصيب أمة ما فهي تتلف العقل وتجعل الإنسان كالمجنون وتؤثر على الروابط الأسرية والاجتماعية سلبيا، أنها أخطر بكثير مما يمكن أن يقوله الفرد عنها لهذا يجب ولابد على كل إنسان أن يتوخى الحذر ويبتعد عنها قدر ما استطاع فإن المخدرات تعتبر انتحار بطيء.