الخدمة الداخلية في المؤسسة التربوية
أولا: تعريف الخدمة الداخلية: هي عبارة عن نشاطات منظمة أسبوعيا تسهر عليها مصلحة المقتصدية و التي تشمل كل مظاهر الحياة المدرسية و ذلك بالتسيير الجيد و الاستغلال الأمثل لكل إمكانيات المؤسسة المادية و البشرية لإنجاح عمل الطاقم التربوي و الإداري و بالتالي توفير الجو اللائق لتمدرس التلميذ الذي يمثل محور العملية التربوية أولا و أخيرا.
ثانيا: أهمية الخدمة الداخلية: من المؤكد أن الظروف المادية لها تأثير مباشر على عملية التحصيل العلمي و لتربوي و عليه ارتأى المشرع في المنظومة التربوية إلى وضع خطة تتماشى و واقع مؤسساتنا و سماها بالخدمة الداخلية تسهر عليها مصلحة المقتصدية و تهم كل الحياة اليومية للمؤسسة و من بينها:
النظافة، الأمن، الصحة ، الوسائل التربوية و التغذية .
من أجل توفير جو ملائم كما سبق أن أشرنا إليه و من أجل تحقيق ذلك فإن توزيع المهام والاستعمال الزمني لموظفي المصالح الاقتصادية يتطلب عناية كاملة تتماشى و واقع المؤسسة و هي عبارة عن مداومة أسبوعية يقوم بها نواب المقتصدين وأعوان المصالح الاقتصادية و الأعوان الإداريون وموظفي الإدماج إن وجدوا بها و يشارك في هذا التناوب المقتصد إذا كأن عدد الموظفين أقل من أربعة و تنجز رزنامة إدارية للمداومة في ثلاث نسخ تحدد أسبوعيا لكل موظف و توقع هذه الوثيقة من قبل المدير و المقتصد و الموظفين المعنيين تعلق نسخة منها في المقتصدية و يحتفظ كل من المدير و المقتصد بنسخة على مستواه.
الموظف المداوم أو (المكلف) بالخدمة الداخلية ,مطالب بالعمل الدائم خلال أسبوعيته بما في ذلك يومي الجمعة والسبت بالنسبة للمؤسسة التي تعمل في نهاية الأسبوع و يمكن استدعائهم في أي وقت إذا تطلب الأمـر.
تنظيم المصلحة الداخلية:
يتكفل بالمصلحة الداخلية نواب المقتصدين وأعوان المصالح الاقتصادية وأعوان الادارة وكذا موظفي الادماج المعينين رسميا في المصلحة الاقتصادية ان وجدوا ،او المقتصد اذا كان عدد الموظفين بالمقتصدية اقل من اربعة .
تقوم كل مؤسسة بوضع توقيت يتناسب و نمطها و نظامها أو خصوصيتها، و نعرض فيما يلي النماذج الأكثر شمولية و الأكثر استعمالا:
أ-: في المؤسسات ذات النظام الداخلي:
التوقيت | الأعمال المسندة |
من سا | 07:00 | إلى سا | 07:30 | حضور فطور الصباح |
من سا | 07:30 | إلى سا | 08:00 | حضور استلام المواد الغذائية وبعدها دورة تفقدية عامة لمرافق المؤسسة |
من سا | 08:00 | إلى سا | 08:30 | تحضير التقرير اليومي وتقديمه |
من سا | 08:30 | إلى سا | 11:30 | أعمال بالمكتب مع دورات تفقدية في المؤسسة |
من سا | 11:30 | إلى سا | 13:00 | حضور وجبة الغذاء بالمطعم |
من سا | 15:00 | إلى سا | 17:00 | أعمال بالمكتب مع دورات تفقدية في المؤسسة |
من سا | 19:00 | إلى سا | 20:00 | حضور وجبة العشاء بالمطعم |
ب-: في المؤسسات ذات النظام النصف الداخلي:
التوقيت | الأعمال المسندة |
من سا | 07:30 | إلى سا | 08:00 | حضور استلام المواد الغذائية وبعدها دورة تفقدية عامة لمرافق المؤسسة |
من سا | 08:00 | إلى سا | 08:30 | تحضير التقرير اليومي وتقديمه |
من سا | 08:30 | إلى سا | 11:30 | أعمال بالمكتب مع دورات تفقدية في المؤسسة |
من سا | 11:30 | إلى سا | 13:00 | حضور وجبة الغذاء بالمطعم |
من سا | 15:00 | إلى سا | 17:00 | أعمال بالمكتب مع دورات تفقدية في المؤسسة |
ج-: في المؤسسات ذات النظام الخارجي:
التوقيت | الأعمال المسندة |
من سا | 07:30 | إلى سا | 08:00 | دورة تفقدية عامة لمرافق المؤسسة |
من سا | 08:00 | إلى سا | 08:30 | تحضير التقرير اليومي وتقديمه |
من سا | 08:30 | إلى سا | 12.00 | أعمال بالمكتب مع دورات تفقدية في المؤسسة |
من سا | 1400 | إلى سا | 17:00 | أعمال بالمكتب مع دورات تفقدية في المؤسسة |
ملاحظة: في المؤسسات الملحقة المسيرة بالنيابة يقوم مدير المؤسسة بمتابعة الخدمة الداخلية أو يكلف من ينوبه. أهداف الخدمة الداخلية: تهدف الخدمة الداخلية إلى:
أولا: مراقبة أعوان الخدمات و أعمالهم: للقيام بهذه المهمة والمتمثلة أساسا في الرقابة الدورية لأعوان الخدمات من حيث الحضور والغياب وكذا الأعمال المنجزة و مدى إتقانها وإتمامها في وقتها المحدد، لابد من انجاز جدول توزيع المهام الأسبوعي للعمال و الحراس يبرز فيه بوضوح مهام
وأعمال و توقيت كل عون.
ثانيا: مراقبة المحلات: يجب على الموظف المكلف بالخدمة الداخلية أن يقوم بتفقد و مراقبة مختلف محلات و هياكل المؤسسة و ملحقاتها بمعية رئيس العمال (المكلف بالخدمة الداخلية) و مستشار التربية من حيث :
* النظافة: يتحقق الموظف المداوم من نظافة المرافق (مكاتب، مدرجات، دورات المياه) و تهوية
الأقسام و تنظيفها يوميا بالكنس و إزالة الغبار و الغسل بالماء و المطهرات و المنظفات
وإزالة الكتابات من على الجدران بعناية مع الاهتمام بالساحة و ملاعب الرياضة و إزالة
كل الشوائب التي تؤثر أو تتسبب في مكروه للتلميذ أو غيره، و في المؤسسات ذات النظام
الداخلي و النصف داخلي يجب العناية خاصة بنظافة المطبخ و مرافقه احتياطا من خطر
التسمم الذي يمكن أن يحدث نتيجة سبب قد يبدو بسيطا أول الأمر، لذا يجب السهر على
نظافة الأواني و المطبخ و المخزن بالغسل المنتظم بالمنظفات و المطهرات بعد كل
استعمال، و يجب وضع السلع أو البضائع في مكان تتوفر فيه التهوية الكافية و فوق رفوف
عازلة.
*الأمـن: على الموظف المداوم اتخاذ الإجراءات و التدابير المتعلقة بالأمن والصحة والنظافة قبل
دخول التلاميذ من أجل السير الحسن للدراسة و المصالح الإدارية.
* التهوية: يراقب المحلات الدراسية و المكاتب المختلفة يوميا من حيث التهوية و ذلك بفتح النوافذ
لتجديد الهواء و العمل على أن يكون كل محل به منفذ للتهوية.
* الصيانة: أثناء الدورة اليومية يتفقد العون المكلف كل محلات و هياكل المؤسسة و يسجل النقائص
الملاحظة و يراقب التصليحات المبرمجة خلال اليوم السابق و مدى إنجازها و يسجل
تصليحات جديدة تقدم لمصلحي العتاد مع توفير كل اللوازم و المواد لإنجاز هذه الأعمال
بصورة جيدة، حيث ينبغي تنظيف المراقد و الأسرة و الأغطية أو تغييرها إن اقتضت
الضرورة ذلك.
ويبلغ المداوم المقتصد بأي نقص أو إتلاف في التقرير اليومي مع إيلاء عناية خاصة
بالحفاظ على أدوات المخابر و الورشات و الوسائل السمعية البصرية و أدوات النشاطات
الثقافية و الرياضية و إنجاز الجرد و مسك السجلات و البطاقات الخاصة بهذا الغرض.
* الإنارة: تتم مراقبة الإنارة الخارجية و الداخلية للمؤسسة مع تغيير المصابيح الكهربائية غير
الصالحة و تدعيم المحلات التي تنقصها الإنارة و خاصة تلك البعيدة عن أشعة الشمس
كالمكاتب الداخلية و المخازن المختلفة.
* التدفئة: يتفقد المكلف بالخدمة الداخلية وضعية التدفئة بكل المحلات البيداغوجية و الإدارية
المختلفة، و يتأكد من وصول الحرارة بصورة منتظمة و عادية و يلاحظ تسربات الماء
المحتملة و مدى صلاحية التجهيزات كما يتأكد من توفر الوقود و التبليغ عن نقص قبل
فوات الأوان حتى يتم التدارك في الحين.
* التبريد: يتفقد المكلف بالخدمة الداخلية اجهزة التبريد من حيث الاشتغال في جميع المرافق
والعمل على الصيانة الدورية لها .
* المساحات الخضراء: يراقب المكلف بالمصلحة الداخلية وضعية نباتات الزينة و يحث على
الاعتناء بالمساحات الخضراء (تقليم، سقي و تجميل المحيط بغرس شجيرات
جديدة و قلع الحشائش الضارة).
ثالثا: فحص التغذية: يقوم المكلف بالمصلحة باستقبال السلع و المواد المختلفة و مراقبتها من حيث النوعية المتفق عليها حيث يتم إحصاؤها و تسجيلها رفقة المخزني، و يشارك في إعداد الوجبات الأسبوعية بالتنسيق مع مقتصد المؤسسة و العمل قدر الإمكان على أن تكون الوجبات متوازنة
ومتكاملة وصحية، ومن ثم تعرض على طبيب وحدة الكشف والمتابعة أوالقطاع الصحي القريب من المؤسسة للمراجعة و المصادقة.
- كما يعمل المكلف بالمصلحة على الرقابة الدائمة والمركزة لوضعية المطبخ والمطعم و خاصة كيفية تحضير الطبق الشاهد (Plat Témoin) مع مراقبة الشهادات الطبية كل ستة (06) أشهر لجميع العمال بالمطعم.
- مراقبة نوعية وكمية الوجبة الغذائية و جودتها و الإشراف على تحضيرها فضلا عن الحضور في المطعم خلال فترات الأكل.
- السهر على حسن معاملة التلاميذ في المطعم و النادي (إن وجد).
- وكما هو مطالب بتقديم تقرير يومي مكتوب إلى المقتصد يتضمن كافة التفاصيل التي تخص غيابات و تأخيرات وعطل عمال الخدمات والإجراءات المتخذة لتفادي تأخر الأعمال مع ذكر كل الأعمال المنجزة و المطلوب إنجازها.
- المشاركة في التحضير المادي لكل ما يتعلق بالنشاطات الاجتماعية و الترفيهية و التربوية.
وفي نهاية كل مداومة أسبوعية يقدم تقريرا مفصلا يحوصل فيه ما تضمنته كل التقارير التي قدمها خلال أيام الأسبوع و ذلك بحضور المداوم الذي يخلفه في هذه المهمة.
الخدمة الداخلية في ظل الإصلاحات الجديدة و مشروع المؤسسة
أصبح للخدمة الداخلية في ضوء الإصلاحات ومشروع المؤسسة دور جديد و مفهوم يساير نسق الأهداف المرسومة و الخطوات المسطرة فيها، و إعادة تشكيل الأدوار التقليدية للفاعلين في المؤسسة التربوية و ذلك من الحتميات التي يقتضيها التسيير بالمشروع.
و سنبرز معالم التصورات الجديدة للخدمة الداخلية في ظل هذه التحولات، من خلال تبيان علاقة الخدمة و دورها في مشروع المؤسسة و كذا الآليات و الأهداف الجديدة للخدمة الداخلية.
علاقة ودور مشروع المؤسسة بالخدمة الداخلية:
أشرنا في بداية العرض إلى المفهوم الجديد للخدمة الداخلية بمحطاتها الثلاثة: مراقبة المحلات، مراقبة العمال القائمين على الخدمات و كذا التغذية ثم أمن المؤسسة و قلنا أنها لم تعد مجرد نشاط محايد داخل المؤسسة التربوية، لسبب وحيد على الأقل يتلخص في الآثار التربوية و البيداغوجية التي قد يحدثها هذا النشاط في ترقية الحياة المدرسية داخل المؤسسة و يمكن إضافة حقيقة أن العمل بالمشروع يؤدي حتما إلى إعادة تشكيل الأدوار التقليدية للفاعلين الرئيسيين في المؤسسة التربوية، فيصبح دور القائمين على المصلحة الداخلية يتجاوز مجرد المراقبة و الملاحظة و التسجيل إلى التشخيص و التحليل و رسم الأهداف، و هذه الأخيرة هي انسب الآليات أو المحطات المفصلة في التدبير أو التسيير بالمشروع.
و نود أن نشير في معرض الحديث إلى أهمية الخدمة الداخلية في منظور التسيير بالمشروع، إلا أن مشروع المؤسسة حسب إطاره القانوني، هو جملة من الاختيارات البيداغوجية، و الأنشطة العملية الخاصة التي يرسمها الفريق التربوي و الإداري من أجل تحقيق الأهداف المرسومة.
و لأن الأمر يتعلق بالخدمة الداخلية يسمح لنا بتحييد الأساليب البيداغوجية البحتة على الرغم من أهميتها لنركز على التسيير الإداري لمواكبة التغيرات التي جاءت بها الإصلاحات الجديدة.
ولإبراز الخدمة الداخلية نضرب لذلك مثلا:
إن قيام التلميذ برمي الأوراق غير الصالحة للاستعمال في سلة المهملات عوض رميها هكذا بشكل عشوائي داخل القسم، يفعل ذلك و هو يعي أن هذا الفعل تقتضيه الضرورة الأخلاقية، الاستجابة إلى دعوة القائمين على الجانب التحسيسي و التوعوي في الحفاظ على نظافة القسم و من ثم يبرز دور
المدرسة جليا ,هذا الفعل صغير في حجمه لكنه كبير في معناه و يعكس كل الأبعاد التربوية و البيداغوجية و الاجتماعية التي يمكن الوصول إليها إذا ما عملنا إستراتيجية تشاركية، حيث يعطي صورة مصغرة عن قدرة الخدمة الداخلية كنشاط في استيعاب المفاهيم الجديدة في التسيير.
إن حركة التلميذ داخل القسم و في المحلات و الحجرات الأخرى أو أي مكان في المدرسة، هذه الأماكن تعد محل و موضوع الخدمة الداخلية حيث يجعل لها أهمية لا يستهان بها في الارتقاء بالتلميذ كهدف محوري.
الآليات الجديدة للخدمة الداخلية:
لعل تحول أسلوب تسيير الخدمة الداخلية من المصالح الاقتصادية في مرحلة التخطيط ورسم الأهداف، إلى فريق قيادة مشروع المؤسسة يجعل منه آلية جديدة لتنظيم المصلحة الداخلية في مراحله الأولى، ثم تأتي آلية مجلس التنسيق الإداري كمرحلة أخيرة لتنفيذ العمليات المزمع القيام بها في الفترة الزمنية المحددة في المشروع وبذلك تصبح الخدمة الداخلية أداة تنفيذ والمحطات المذكورة سابقا (فريق قيادة المشروع و مجلس التنسيق الإداري) آليات جديدة لتنظيم المصلحة الداخلية بما يساير الاختيارات البيداغوجية و الأنشطة العملية الخاصة التي يرسمها الفريق التربوي و الإداري لتحقيق الأهداف المنشودة.
و يجد هذا الأمر مبررا له في الاستفادة من الأطراف الأخرى في عملية التوعية و التحسيس بالأهداف التي تصبو إليها الخدمة الداخلية غير تلك التي تتعلق مثلا بالنظافة و المراقبة و المتابعة.
إن مجلس التنسيق الإداري يعد بذلك آلية جديدة لتنسيق الجهود و تفعيل المبادرات التي ترمي إلى أسلوب جديد في التسيير يؤازر تلك المجهودات و المبادرات القائمة في الشق البيداغوجي و التربوي.
أهداف الخدمة الداخلية في ضل الإصلاحات الجديدة
إن زوال الدور التقليدي للخدمة الداخلية الذي يكتفي بالمراقبة والتسجيل فقط، يعود إلى تبلور التصور الجديد للأهداف التقليدية كنظافة المحلات، ومراقبة العمال، و تنظيم المطعم و فحص السلع
والبضائع الموجهة للإطعام.
وتتلخص الأهداف الجديدة فيما يلي:
أولا: الأهداف التربوية: و نعني بذلك الارتقاء بالجانب التربوي و الأخلاقي للتلميذ، بحيث يستوعب من خلال عمليات التحسيس و التوعية التي يقوم بها الفريق التربوي و الإداري جنبا إلى جنب جملة من القيم و السلوكيات التي تساعد القائمين على الخدمة الداخلية في تأدية مهامهم بكل سهولة وفعالية، و يكتسب بذلك التلميذ مفاهيم و سلوكيات اجتماعية تمكنه من الإسهام في الارتقاء بالمجتمع ككل.
ثانيا: الأهداف الاقتصادية: إن بلوغ الأهداف التربوية و الاجتماعية و السلوكية سوف يكون لها بعيد الأثر على الاستثمار و التوظيف الأمثل للإمكانات المادية و البشرية التي تستعملها الخدمة الداخليـة.
"فرمي الأوساخ مثلا في الأماكن المخصصة لها سوف يوفر الجهد والوقت لعمال النظافة و يمكن استغلالها في القيام بأعمال أخرى تؤثر إيجابا على المؤسسة ككل"، و يمكن إسقاط هذا المثال على جميع الأعمال و النشاطات التي يقوم بها القائمون على الخدمة الداخلية.